Loading

You are here

كيف تؤثر في الناس؟

بقلم: د.شريف عرفة

شغل هذا الموضوع بال الكثير من الباحثين.
كيف يستطيع المدير أن يحفز موظفيه ؟
كيف يمكن أن تحفز فريق العمل الخاص بك ؟
كيف تستطيع أن تؤثر في الناس من حولك ؟
ظل هذا لغزا مستعصيا على الفهم.. فبعض الناس يستجيبون –مثلا- للمكافآت المادية , و يزداد أداؤهم بهذا النوع من التحفيز, بينما لا يستجيب البعض الآخر له.
بعض الناس يعملون باجتهاد , لأنهم يستمتعون بالإنجاز.. بينما لا يشكل الإنجاز حافزا لدى الآخرين.

نظرية ماسلو

اشهر نظرية تفسر هذا الموضوع , هي نظرية أبراهام ماسلو (هرم الاحتياجات)!
قال ماسلو أن الدوافع الأساسية تختلف من شخص لآخر , طبقا (للحاجات الإنسانية) لكل شخص منا.

يفترض ماسلو أن هذه الحاجات مرتبة تصاعديا, كالتالي:
(اضغط على الصورة للتكبير)

الحاجات العضوية: كالأكل و الشرب و و النوم و السكن.....إلخ
الأمان : الحماية و الطمأنينة و سط الناس.
الحب و الانتماء: الإخلاص و التقدير و الصداقة.
التقدير: أي الرغبة في احترام الآخرين و تقديرهم لك.
تحقيق الذات: الإبداع و الاكتفاء الذاتي و تحقيق الرسالة الشخصية.

هذه الحاجات – طبقا لماسلو- مرتبة بنفس هذا الترتيب... فلا يمكن لأحد أن يشعر بالحب –مثلا- دون أن يكون قد حقق (التقدير و الحاجات الفسيولوجية).. كما لن تشعر بالأمان , لو كنت جائعا (الحاجات الفسيولوجية) و هكذا.
هذا النموذج الكلاسيكي تستخدمه كل كتب الإدارة (كلها !) حين تتكلم عن وسائل تحفيز الموظفين.

- فبعض الناس لم يشبعوا أساسا حاجاتهم الفسيولوجية.. فلا تتوقع منهم أن تحفزهم بأن تضع اسمهم في لوحة الشرف مثلا , بل لن يتم تحفيزهم إلا بالوسائل المادية..
- و بعض الموظفين لن يتم تحفيزهم , إلا لو شعروا (بالأمان) في الشركة.. لو شعروا أن المدير لن يضحي بهم بسهولة, سيشعرون بالانتماء و الأمان نحو الشركة, و من ثم سينجزون أكثر.
- البعض الآخر يكفيهم تقدير الآخرين لمجهوداتهم.. هؤلاء يهمهم تصفيق الآخرين و إبداء الإعجاب و التقدير لعملهم, أكثر من الدافع المادي..
- البعض الآخر يهمهم جدا , الشعور بالإنجاز و أن يروا عملهم مكتملا رائعا.. هؤلاء يهمهم جدا أن تثق في قدراتهم و تعطيهم المهام التي يشعرون من خلالها أنهم أنجزوا فعلا, و ليسو جالسين على مكاتبهم يلعبون الكلمات المتقاطعة..
- يتساءل البعض, لماذا يستمر المليونيرات في العمل ؟ ألم يحققوا كل الدخل المادي الذي يحلم به أي شخص ؟
لماذا يستمرون في العمل إذن ؟
الإجابة هي أنهم حققوا كل (الحاجات الأساسية) في هرم ماسلو.. و هم الآن في قمة هذا الهرم , في منطقة (تحقيق الذات).. أي أنهم يعملون كي يحققوا رسالة ما يؤمنون بها و يشعرون أن حياتهم لن تكتمل إلا بها .
هل تلاحظ أن (بيل جيتس) قد كرس حياته هذه الأيام , لمحاربة الملاريا في أفريقيا؟
و أوبرا وينفري كرست حياتها لمحاربة الجهل و الفقر؟
البعض الآخر يعملون إيمانا بمبدأ العمل ذاته..قد تكون الرسالة نبيلة و قد لا تكون كذلك طبعا, طبقا لقيم هذا المليونير و تربيته !!

لذلك يستخدمها المدراء لتحفيز موظفيم .. بأن يعرفوا أين يقع كل موظف في هرم ماسلو؟ و من ثم يحفزوه بالأسلوب المناسب له.

على الرغم من أن هذه النظرية قديمة ( ظهرت عام 1943) , إلا أنها الأساس الحقيقي لكل النظريات التي ظهرت بعد ذلك.. لذلك لازالت تدرس في كل كليات الإدارة في العالم حتى يومنا هذا.

لكن قل لي .. اين أنت في هرم ماسلو بالضبط ؟
هل تستمتع بالإنجاز ؟
أم تعمل لمجرد الدخل المادي ؟
أم...؟

في انتظار تعليقاتكم حول هذه النظرية. و تذكروا دائما , أننا نعيش في هذه الحياة مرة واحدة فقط.. فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة ؟

تعليقات القراء