Loading

You are here

التحكم في المشاعر ج4

بقلم د.شريف عرفة

مازلنا نتحدث عن التحكم في المشاعر أيها السادة..

قرأنا الحلقات الماضية وقرأت تعليقاتكم.. لذلك دعوني أكن أكثر اختصارا..

ما الطرق الأخرى التي يمكننا من خلالها أن نتحكم في مشاعرنا؟

=====================
فكّر في الزمن الصحيح!
=====================

إذا كنت تشعر بمشاعر سلبية.. فكر في شيء آخر!

المشكلة هنا هي أننا حين نكون تعساء.. يكون سبب تعاستنا أننا نفكر في سبب تعاستنا!!

وغالبا ما يكون سبب تعاستنا شيئا في الماضي.. أو شيئا في المستقبل!

في الماضي: تتذكر شيئا حدث لك في الماضي وسبب لك ألما.. حين تفكر فيه سيفسد كل أوقاتك الجميلة!

في المستقبل: تفكر دائما في المصيبة التي لم تحدث بعد وتنتظر حدوثها.. هذا سيفسد عليك كل اوقاتك الجميلة ايضا!
ما الحل؟

الحل هو أن تفكر في الحاضر!

ركز فيما أنت فيه الآن في هذه اللحظة.. لو كنت تعيسا الآن, ففكر في أنك محظوظ لأنك جالس أمام كمبيوتر لا يعرف الكثيرين كيف يستخدمونه, وتقرأ مقالا في موقع "بص وطل" الجميل.. أليس هذا شيئا جميلا ويدعو للتفاؤل والثقة؟

فكر في اللحظة الحالية, أو في لحظات جميلة.. لأن ما تفكر فيه هو ما يحدد حالتك الشعورية.

===============
تصرف بشكل معاكس
===============

سؤال :

هل أنت متضايق؟

إذن لماذا أنت عابس؟!!

لو كانت متضايقا فلا تمارس طقوس الضيق المعتادة.. لا تجلس في انطواء دون أن تكلم أحدا.. وتظل مكشرا راسما ملامح الحزن والأسى على وجهك.. فهذا يزيد الطين بلة لو شئت رأيي!

مثال :

حدث لي موقف سيئ.. أعتبره من أسوأ المواقف التي حدثت لي في حياتي..

فكرت في الموضوع بشكل إيجابي.. واستخلصت الدرس المستفاد مما حدث وعرفت أنني استفدت الكثير من هذه التجربة..

وفي هذه الأثناء, عزمني بعض الشباب الذين كنت أحاضرهم, على رحلة... كان من المفترض أن أقول: هو ده وقته؟

إلا أنني قلت: طالعين إمتى يا شباب؟

ذهبت للرحلة وضحكت ورقصت ولعبت كالأطفال.. وكانت من أجمل الرحلات التي استمتعت بها في حياتي..

فقط لأنني قررت ذلك!

أعترف أن الشباب تعجبوا من الطفولة والهزار المضحك الذي قمت به.. إلا أنني استفدت كثيرا, لأنني خرجت من حالة شعورية قررت أنني لا أريدها!

"فَضّي" المشاعر!

يقول البعض إن كتم المشاعر شيء سيئ..

طبعا هي شيء سيئ جدا.. وتكلمنا عن هذا الموضوع في الحلقة الأولى..

فرغ المشاعر داخلك بأي صورة إيجابية..

يمكنك أن تلعب أي نوع من أنواع الرياضة.. لي صديق اسمه د."عمرو الجزار" هو بطل جامعة القاهرة في كمال الأجسام.. قال لي في لقاء تليفزيوني أجريته معه إن أفضل أوقات التدريب, كانت حين كان يشعر بمشاعر سلبية..

أي أنه كان يخرج طاقته السلبية في صورة تدريب ورفع أثقال!

هذه طريقة جميلة لو أردت رأيي.. لو لعبت الرياضة كي تخرج الشحنات السلبية التي بداخلك كلما شعرت بالضيق, لذهب ضيقك ولأصبح جسدك رائعا!!

شيء بسيط جدا.. لكن هل ستقوم به؟

طريقة أخرى للتخلص من المشاعر السلبية المتراكمة:

البكاء!

هل البكاء قليلا سيريحك؟ إذن ابكِ وأخرج كل الطاقة السلبية التي بداخلك وتخلص منها إلى الأبد..

وخذ مني هذه النصيحة الشخصية:

لو أردت أن تبكي, فإن أفضل وقت للبكاء هو: وقت الصلاة..

ابكِ وأنت بين يدي الله فإن هذه أروع لحظة قد تمر عليك في حياتك.

=======
الخلاصة
=======

تكلمنا عن التحكم في المشاعر طوال أربع حلقات.. أهذا يكفي؟

بقي أن أقول شيئا أخيرا..

افترض أنني أعلمك قيادة السيارات..

(كيف تدير المارش- كيف تنحرف يمينا– كيف تركن- كيف ترجع إلى الخلف......)

لكن أنت من يحدد.. إلى أين أنت ذاهب بهذه السيارة!!

أليس كذلك؟

علمتكم هنا التحكم في المشاعر..

بإمكانك أن تستخدم هذه الأداة بشكل يجعل حياتك رائعة.. وقد تسيء استخدامها..

فلو رسبت في الامتحان مثلا..

يمكنك أن تتحكم في مشاعرك, ولا تشعر بأي شيء سلبي في الموضوع.. عادي جدا!

إلا أنك من المفروض أن تستغل هذه المشاعر السلبية في إعطائك دافعا كي تنجح...

حكمة:
الناجحون هم أناس يخافون من الفشل!

إذن فالمشاعر السلبية (الخوف مثلا) مفيدة أحيانا.. لذلك فعلينا أن نتعامل مع مشاعرنا بحرص.. وأن نستغلها كي تجعلنا أكثر نجاحا في الحياة..

أليس كذلك؟

عموما , موضوع التحكم في المشاعر , تم تناوله باستفاضة و كثير من التفاصيل في كتابي (برمج عقلك). فأنصح به لمن يريد الاستزادة في هذا الموضوع.

في انتظار ردودكم وتعليقاتكم.. نريد أن نعرف كيف يمكننا التحكم في مشاعرنا السلبية أو استغلالها لصالحنا..

في انتظار آرائكم..

إلى هنا نتوقف عن الحديث في هذا الموضوع.. وفي الحلقة القادمة سنتكلم في موضوع جديد تماما..

وتذكروا دائما..

أننا نعيش في هذه الحياة مرة واحدة فقط..

فلماذا لا ندعها تكون أفضل حياة ممكنة؟

د.شريف عرفة

تعليقات القراء