Loading

You are here

التغيير مهم.. لكن أبدأ منين؟

في الحلقتين السابقتين, تكلمت عن موضوع واحد وهو (التغيير).. وكيف أنه مهم في حياتنا.. أرسل لي أحد الأصدقاء سؤالا وجيها جدا.. وهو: حسنا.. التغيير مهم كما تقول.. لكن أبدأ منين؟ أعمل إيه يعني؟ هذا السؤال -على الرغم من بساطته- إلا أنه أهم سؤال في حياة كل منا.. ما الذي علي أن أفعله؟ ما هي رسالتي في الحياة؟ ما هي الخطوة التي يجب علي أن أتخذها؟ على غير المعتاد, لن أقول لك: عليك أن تفعل كذا وكذا, كما يفعل البعض.. لن أقول لك: يجب أن تذاكر وتجتهد كي تدخل كلية الطب, ولن أقول لك: نفسي أشوفك ضابط أو محامي أو أي شيء قد يقوله لك أقاربك وأسرتك.. فإجابة هذا السؤال.. في داخلك أنت.. ولن تجدها عند أي شخص أو في أي مكان آخر. الخطوة الأولى السؤال الأول الذي يجب أن تسأله لنفسك هو: لو ظللت على نفس الحال وأعيش بنفس هذه الطريقة.. هل سأصل إلى أهدافي؟ هذا السؤال مهم؛ لأنه يحدد لك: هل تسير في الاتجاه الصحيح أم لا؟ بعض الناس يعملون في جد واجتهاد ويتعبون ويثابرون ويسعون بكل جهدهم.. إلا أنهم لن يصلوا إلى شيء يذكر.. لسبب بسيط: هو أنهم يقومون بكل هذا, في الاتجاه الخاطئ. فهل ما تقوم به الآن, سيصل بك إلى ما تتمناه لنفسك في المستقبل؟ الخطوة الثانية لو كانت إجابتك هي: لا فالأمر يحتاج منك إلى تغيير مسار.. إلى خطوة جادة حقيقية تضعك على الطريق الصحيح نحو أهدافك في الحياة.. قد تكون هذه الخطوة هي تغيير عملك -السفر إلى محافظة أو بلد آخر- أو الالتحاق بدراسة معينة، تغيير العادات الغذائية والصحية... إلخ. الخطوة الثالثة ابدأ الآن! تموت الأحلام لو أجلنا تحقيقها.. تموت الأحلام لو قلنا (هابدأ بكره).. لأن هذا الـ(بكره) لن يأتي أبدا.. كما أن الفرصة قد لا تأتي إلا مرة واحدة.. لن تفيدك طريقة (هابدأ بكره) لو فاتتك الفرصة.. فابدأ الآن! مثال: عايز أمشي لو كنت تريد الهجرة وأن تبدأ حياة جديدة, فابدأ الآن! لو كنت تلوم الظروف وتؤكد دائما أن (الواحد مش عارف يعيش في البلد دي) فخذ خطوة إيجابية وقرر الهجرة.. بدلا من شماعة الظروف. لو كنت قادرا على الحياة وحيدا وتستطيع تحمل المسئولية وكنت تجيد الإنجليزية.. خذ قرارك وابدأ الآن. يمكنك الهجرة إلى كندا لو كنت تجيد الفرنسية أو الإنجليزية.. أو إلى نيوزلاندا أو إلى أستراليا.. هناك بلاد ترحب بالمهاجرين والتقديم لطلب الهجرة (لو ذهبت إلى السفارة مباشرة) مجاني تقريبا. فمثلا: موعد التقديم للهجرة العشوائية إلى أمريكا قد بدأ هذا الشهر وسيتم إغلاقه قريبا.. استمارة الهجرة لأمريكا مثال: مش عايز أمشي لو كنت تريد الحياة في مصر وسط أهلك وناسك وذكرياتك وحبك لبلدك.. وتريد أن تعيش فيها وتساهم في نهضتها.. فلماذا لا تعيش كشخص إيجابي وتساعد بلدك كي تكون أروع بلد في الدنيا كما تمنيت طويلا؟ يمكنك استخراج بطاقة انتخابية كي لا تكون سلبيا بعد الآن وتقول رأيك, الذي ستحتاجه مصر قريبا جدا.. فابدأ الآن! من الغريب أن باب استخراج البطاقة الانتخابية قد فتح هذا الشهر وسيغلق قريبا.. فلماذا لا تبدأ اليوم؟ اذهب لقسم الشرطة التابع له, وخذ معك شهادة الميلاد والبطاقة.. فقط! لم أجد تفاصيل استخراج البطاقة الانتخابية في موقع وزارة الداخلية.. ربما لأنني لا أجيد البحث أو لأنهم لم يكتبوها لسبب ما.. ها هو الرابط ربما تكون أفضل حظا مني: البطاقة الإنتخابية تذكر: يغلق باب استخراجها قريبا أهداف وأهداف وأهداف كما قلت لك, لن أحدد لك أسلوب حياتك أو أهدافك.. بل سأساعدك على ترتيب أفكارك كي تصل إليها أيا كانت. بعض الناس يتمنون الهجرة.. وبعض الناس يتمنون البقاء ليروا نهضة بلادهم.. وكلاهما له كل الحق في أحلامه.. لكن الخطأ, هو أن معظمهم لا يأخذون خطوة إيجابية لتحقيق ما يتمنوه... ذكرت هذين المثالين المتناقضين, كي أوضح لك أن الأهداف ليست دائما في اتجاه واحد محدد سلفا.... فأنت من يحدد ما هو مناسب لك ولحياتك، وأيا كان هدفك, لابد أن تحدد الطريق إليه وأن تبدأ في الوقت المناسب: الآن.. ومن المثير للسخرية أن هذين الهدفين المتناقضين, فتح باب تحقيقهما في نفس الوقت, وسيغلق قريبا أيضا.. فابدأ الآن.. وخذ الخطوة التي تحقق حلمك البعيد.. وتأكد من أنك تسير في الاتجاه الصحيح فعلا. لسبب بسيط.. وهو أننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط.. فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟

تعليقات القراء