Loading

You are here

لا تضع الهاتف على مكتبك!

شريف عرفة / الاتحاد 

تلازمنا هواتفنا في كل لحظة.. ويتعمق ارتباطنا بها أكثر مع مرور الأيام.. لكن بالإضافة لفوائدها الجمة في التواصل، وإتمام المعاملات المختلفة، فإن لها جانباً آخر قد لا ينتبه له البعض..

لا نتحدث عن إضاعة الوقت، فهذا أمر نعرفه جميعا.. بل نتحدث عن كونها تسحب طاقتنا الذهنية، حتى من دون أن نستخدمها!

مغناطيس التركيز

في دراسة لباحثين من جامعة تكساس، مارتن دبليو بوس وزملاؤه.. وجدوا أن مجرد وضع الهاتف على المكتب، يقلل تركيز الموظف وإنتاجيته، حتى إن كان الهاتف في وضعية الصمت! والسبب المنطقي الذي وجده الباحثون لذلك، هو أن وجوده في المجال البصري للموظف، يجعل عقله مترقباً.. يجعل العقل يقاوم إغراء تصفح الهاتف بشكل لا إرادي، وهو ما يستهلك جزءاً من الطاقة الذهنية التي يمكن استغلالها في شيء آخر.. وهو ما يمنع التركيز الكامل في أداء مهام العمل، أو اتخاذ قرارات تحتاج لتفكير عميق.. أي أن هاتفك يستنزف جزءاً من مواردك الذهنية لا عند استخدامه فقط، بل بانشغال ذهنك به حين يكون مرئيا في الجوار!

جوانب أخرى

يقول الباحثون، في هذه الدراسة المنشورة في دورية جمعية أبحاث المستهلك، إن وجود الهواتف الذكية يستنزف جزءاً من الموارد الذهنية، ويقلل قدرة الإنسان على الاندماج في النشاط الذي يقوم به.. وإن هذا لا يؤثر في أداء المهام الوظيفية فقط، بل في قدرة الإنسان على ممارسة كافة الأنشطة الترفيهية والاجتماعية أيضاً، مثل الاستمتاع بالتسوق، والتركيز الكامل في الدروس، ومشاهدة الأفلام، والعشاء مع الأصدقاء، وحضور الحفلات الموسيقية، وممارسة الألعاب، وتلقي التدليك… رؤية الهاتف وكونه متاحا في كل هذه السياقات قد يقوض الاندماج الكامل فيها والاستمتاع بها!

حلول

ابحث في هاتفك عن الوقت الذي تقضيه يومياً في تصفحه -خاصية screen time- والتطبيقات التي تستخدمها، كي تكون أكثر إدراكاً لأبعاد المشكلة..

بعد ذلك خصص للهاتف وقتاً محدداً في اليوم، ولا تجعله يسلب تركيزك طوال الـ 24 ساعة.. 

لا تقابل أصدقاءك وهو في يدك.. استمع لنصيحة شاشة السينما بأن تغلق هاتفك لتستمتع بالفيلم! 

لو كنت مشغولاً في العمل وفي نفس الوقت تنتظر مكالمات أو رسائل مهمة، فعلى الأقل ابعده عن مجالك البصري حين لا تستخدمه، إذا أردت التركيز حقاً فيما تفعله!




 

تعليقات القراء