د.شريف عرفة
كثير من الآباء يعتقدون أن دورهم في الحياة هو أن يكون أبناؤهم ناجحين في حياتهم العملية. يركزون على إلحاقهم بأفضل المدارس وتوفير أحسن تعليم، لتأمين مستقبلهم. لكن في خضم كل هذا يغفل الوالدان تعليمهم أهم مهارة، وهي كيفية الحياة بسعادة. إذ لا قيمة للنجاح لو كان صاحبه تعيساً تثقله الهموم.
القدرة على الاستمتاع بالحياة، طريقة تفكير يمكن اكتسابها والتدرب عليها. فكيف يمكن غرسها في الأبناء؟
نشر باحثون من جامعة هونج كونج، دراسة شائقة، تتحدث عن هذا الموضوع.. وجدوا أن هناك ثلاثة عوامل ينبغي توافرها في الأسرة، كي تزيد قدرة الأبناء على الاستمتاع بحياتهم في المستقبل.. وكانت كالتالي:
1- حرية التعبير عن المشاعر:
أي قدرة أفراد الأسرة على الحديث عن مشاعرهم وأحاسيسهم بحرية مع بعضهم في المنزل.. كأن يتحدث الابن مع والديه -والعكس- عما يحب ويكره وما يحمسه أو يحبطه.
2- تماسك الأسرة:
أي أن يشعر كل من أفراد الأسرة أن الآخر سند له، سيدعمه ولن يتخلى عنه مهما حدث. وهو ما يورث شعوراً عاماً بالأمان في مواجهة الحياة.
3- قلة التواصل السلبي:
أي ألا يكون نمط التواصل السائد بين أفراد الأسرة، مفعماً بمشاعر الغضب والتوتر والقلق مثلاً.. فهم يتشاركون اللحظات الجميلة ويحكون لبعضهم الأشياء الجميلة التي حدثت لهم خلال اليوم، بدلاً من مشاركة السلبيات فقط.
ماذا يحدث لو نشأ الطفل في أسرة تتمتع بهذه الأمور الثلاثة؟
حسب هذه الدراسة -المنشورة في جورنال أوف سوشيال آند بيرسونال رليشنشبس- فإن هذا يساعد هذا الطفل على الاستمتاع بحياته أكثر.. أي أن يقدر قيمة اللحظات الإيجابية في الحياة حين تحدث، كما يحسن من الصحة النفسية بتقليل فرص الإصابة بالاكتئاب.
ما يتعلمه الأبناء في المدارس مهم، لكن ما يتعلمونه من آبائهم لا يقل أهمية. فمجرد الشعور بالحميمية والأمان والثقة وتعلم التركيز على الأمور الإيجابية في الحياة والانتباه لها، يشكل واحداً من أهم الدعائم النفسية التي تشد عضد الإنسان حين يكبر ويواجه الحياة وحده.
قل لي عزيزي القارئ..
لو كان عندك أبناء، كيف ستقضي وقتك معهم اليوم؟