تعرفون أن أول أسباب النجاح هو التفكير الإيجابي.. أن تكون مصرّا على النجاح وواثقا من قدرتك على الوصول إليه بطرق مختلفة..
وهو التفكير في الحلول للمشكلات حين تقع، ومحاولة تفاديها في المستقبل.. أن تتخطى العقبات بدلا من أن تندب حظك أمامها.. وهكذا.
تعرفون كل هذا.. واليوم سأتكلم عن أسلوب التفكير الأكثر تطورا.
نجاح عادي ونجاح سوبر!
التفكير الإبداعي يختلف عن التفكير الإيجابي؛ فالتفكير الإيجابي هو المرحلة الأولى، كي تصل إلى النجاح العادي.
أما التفكير الإبداعي فيصل بالناجحين إلى درجات أعلى من التفوّق والتميّز.
كيف هذا؟
الناجحون العاديون يتّبعون الأساليب التقليدية في نجاحهم؛ ليصلوا إلى "النجاح الطبيعي!".
يعني مثلا: واحد دخل كلية الطب، واجتهد وتفوّق، واتخرّج وفتح عيادة شغالة كويس!.
حد يقدر يقول إنه مش ناجح؟
بالعكس.. إنه ناجح طبعا.. لكنه ليس مجدي يعقوب!
التفكير الإبداعي
هناك نوع آخر من البشر يختارون اتجاها غير مألوف في حياتهم؛ ليصلوا إلى نتائج مختلفة.
هذا النوع من التفكير يتلخص في أن تكون غير معتاد.. غير تقليدي.. أن تكون أساليبك غير عادية، ومن ثم تصل لأشياء مختلفة عن كل مَن سبقك!.
هناك رجال أعمال ناجحون.. وهناك بيل جيتس.
هناك رسّامون ناجحون.. وهناك والت ديزني.
هناك معماريون ناجحون.. وهناك "زهاء حديد"!..
اتباع أسلوب خاص
التقليد مرحلة لا بد أن نتبعها في حياتنا.. كأن تتخذ مثلا أعلى تحذو حذوه.. أو تتعلم فلسفة حياة شخص بعينه.. وما إن تصل إلى مرحلة معيّنة من النجاح، يمكنك أن تتبع أسلوبك الخاص وتكون مختلفا عن كل من سبقك.
هذا ما فعلته "زهاء حديد".. هل سمعت عنها من قبل؟
وُلدت "زهاء حديد" في العراق، وسافرت للحصول على الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم تخرّجت من الجمعية المعمارية في لندن.
عملت كمصممة معمارية خرقت كل التقاليد المتعارف عليها في التصميم المعماري.. وهو ما جعل أعمالها تنتشر في كل بقاع الأرض، وعُرِف اسمها في أوساط المعماريين حول العالم.. لهذا حصلت على وسام من ملكة بريطانيا، والعديد من الأوسمة وشهادات التقدير من دول عديدة نتيجة لأعمالها غير المألوفة.
ستجد مبانيها الرائعة في أمريكا وألمانيا وفرنسا والنمسا والإمارات وأيضا في مصر.. لقد وصلت هذه السيدة إلى العالمية، وأصبح اسمها يثير الاحترام والإعجاب لكل من يعمل في مجال العمارة.. منهم أسطورة المعمار "كانزو تانك" الذي منحها شهادة تقدير.. وكذلك حصلت على جائزة "برينزكر" (يعتبرونها مثل جائزة نوبل في العمارة!)..
لا يجب أن تكون زعيما كي تدخل التاريخ.. يمكنك أن تنجح في مهنتك، وتصل إلى مرحلة من الإبداع والابتكار تؤهلك لأن تكون عالميًا.
لن أتكلم عنها كثيرا، بل يمكنك أن تتأمل أعمالها بنفسك.. وأنت تتأمل الصور فكّر معي..
كيف يمكن في مجالك أن تكون مبدعا؟
ماذا عن الدراسة الأكاديمية، هل وصلت إلى مرحلة الإتقان ثم الإضافة إلى مجالك ذاته؟
هل وصلت إلى درجة الاحتراف كي تصل إلى التميّز الذي يجعلك متفوّقا على الآخرين؟
هل تستطيع تسويق نفسك بالشكل الاحترافي المطلوب؟
يمكنك أن تكون مبدعًا.. أيًا كان مجالك..
ويمكنك كذلك أن تدخل التاريخ.. فقط لو قرّرت أنت هذا.
وإلى أن نلتقي تذكّروا دائما..
أننا نعيش في الدنيا مرة واحدة فقط، فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة؟
د.شريف عرفة