Loading

You are here

كيف تدير حياتك؟

بقلم : د.شريف عرفة

من منا لا يريد أن يطور من حياته ؟
كما نعلم جميعا , فإن الحياة من حولنا مليئة بالمتغيرات و الأحداث المتلاحقة.. لذلك فعلينا أن نطور من أنفسنا باستمرار , كي نلحق بهذا التطور المستمر..
كيف نطور من أدائنا في العمل أو الدراسة أو في الحياة عموما ؟
هذا هو موضوع حلقة اليوم..

1- اكسر الارتباطات القديمة

لكل منا نمط معين من الحياة .. قد نستيقط من النوم في ساعة معينة , و نقوم بنفس العمل بنفس الطريقة, و نخرج في نفس الأمكان و نقابل نفس الناس.. ثم نعود إلى منازلنا لننام.. كي نبدأ هذه الدولارة من جديد في اليوم التالي. معظم الناس يعيشون في حلقة مفرغة.. في دائرة متكررة يقومون فيها بنفس ما يقومون به في حياتهم. هذه النشاطات المتكررة تصنع ما يسمى (الارتباطات).. اي أنها أصبحت جزئا من سلوكنا اليومي و طريقة تفكيرنا ذاتها دون أن ندري!
الخطوة الأولى من أجل التطوير هي : اكسر هذه الارتباطات !
من المهم أن نقوم بشيء جديد من حين لآخر.. حتى و إن كان شيئا بسيطا.
مثال:
تغيير مطعمك المفضل..أن تشرب مشروبا مختلفا عن مشروبك المعتاد.. كلها خطوات بسيطة , لكنها تكسر هذه الدائرة و تجعلك متقبلا للتغيير في حياتك.. فعلى الرغم من أن هذه الأشياء بسيطة, إلا أنك ستجد مقاومة ما في داخلك حين تغيرها..
فمابالك بتغيير الشركة التي تعمل بها ؟؟
أو تغيير مهنتك ؟؟
أو تغيير مكان سكنك كي يكون قريبا من عمل بعيد أو في محافظة أخرى؟
من المهم أن نسعى نحو الفرص.. و هذه الفرص لن تأتي لو كان حياتنا سلسلة من النشاطات المتكررة.. لكن مع كسر الارتباطات المعتادة , ستجد نفسك متقبلا لفكرة التجديد..
و من ثم تقوم بنشاطات مختلفة- تقابل أناسا جدد- تسعى لاقناص فرص الجديدة, دون وجود مقاومة داخلية تجبرك على تكرار ما اعتدت على القيام به من قبل.
قم يشيء جديد في حياتك.. مهما كان صغيرا أو بسيطا.. واجعل أسلوب حياتك الجديد, هو أن تجرب شيئا جديدا كل فترة.. فبماذا ستبدأ ؟
و حين تقوم بهذا قل لي , كيف كانت تجربتك ؟ و ماذا لاحظت؟

من المهم أن تكسر الارتباطات القديمة.. تلك العادات التي اعتدت على القيام بها , و التي قد تجعل حياتك دائرة لا تنتهي من الأعمال المتكررة, مما يثير الملل في حياتنا و يجعلنا نفكر بشكل نمطي بعيد عن الإبداع و التجديد.
من المهم أن تجدد.. أن تقوم بشيء جديد –مهما كان صغيرا- كي تكسر هذه العادات..

هذا سيعود عليك بفائدتين:

أولا: سيبعد عنك الملل و الرتابة مما سيزيد من اقبالك على العمل
ثانيا: سيدخل إلى عقلك تقبل فكرة التغيير..لن تعود الرتابة شيئا جيدا, و ستبحث عن التجديد لأنك رأيت نتيجته في حياتك. يعتقد البعض أنهم لو حصلوا على وظيفة جيدة, فإن هذه نهاية المطاف.

. إلا أنها ليست كذلك أبدا. هنا سنتكلم عن النقطة التالية في هذا الموضوع..

2- اعرف موقعك !

لماذا تذهب إلى العمل ؟
الإجابة البديهية هي : الفلوس.. عشان الفلوس يا باشا!
و على الرغم من أنني أؤيد الحصول على المال –كهدف مهم في الحياة – إلا أنني لا أوافق على هذه الإجابة!
لأن الهدف الحقيقي للعمل, ليس فقط المال.

مثال:
تخرج حسين من كلية الطب.. و لم يجد فرصة جيدة للعمل بعائد مادي مجزي..لكنه وجد فرصة للعمل في مستشفى خيري. ما الذي يفترض أن يقوم به ؟
في هذه الحالة, نلاحظ أن العمل مجرد مرحلة.. لا يعود عليه بالمال, لكنه يعود عليه بـ:
- الخبرة و التدريب العملي
- بناء سمعة جيدة (ستفيده لو فتح عيادة)
- سيزيد من معارفه (مما قد يفتح له فرصا جديدة)
- و هو يحضر الماجستير, سيكسب بعض المال, بدلا من الجلوس على القهوة!

ربما يكون عملك الحالي مرحلة..يجب أن تفهم أبعادها جيدا و هدفك منها بالضبط.
هل تعرف لماذا ؟
لأن بعض الناس يفنون حياتهم , و ينسون السبب الحقيقي الذي التحقوا بعملهم من أجله..
لو نسي حسين نفسه, سيظل يعمل في نفس المكان, و يدخل في دائرة النشاطات المتكررة , و يعتاد على الذهاب للعمل و العودة منه للذهاب إليه في اليوم التالي, و يمر الزمن و يمضي, ليكتشف أنه أضاع حياته دون هدف واضح !
الفكرة هنا أن تعرف جيدا , لماذا أنت في هذا العمل ؟
هل هناك فرصة لأن تصبح في منصب أفضل؟
أن تكتسب خبرة لتجد مكانا أفضل ؟ لتمارس المهنة , كي تنشئ مشروعك الخاص ؟
في العالم كله:
لم يعد الموظف يعمل في منصب واحد طوال حياته.. و لو فعل ذلك سيكون فاشلا.. لأنه يجب –في العام القادم- أن يكون في مكان أفضل.. في منصب أفضل في المؤسسة أو في مؤسسة أفضل..
يجب أن تدرك هذا جيدا.. و تعرف أنك التحقت بعملك لإنجاز مهمة محددة , وهي أن تتركه إلى فرصة أفضل!
فهل هذا ما تفعله ؟
يجب أن تدرك بالتحديد، المكان الذي أن فيه الآن في مسيرتك المهنية و الحياتية، و تضع تصورا للخطوة القادمة.

3- عش دورة النجاح !

من أجل تحقيق النجاح , لابد أن نفهم أن النجاح ليس هدفا نصل إليه كي نستريح في النهاية.. فالنجاح هو طريقة تفكير.. هو دورة مستمرة.. تتكرر و تتكرر طالما نحن على قيد الحياة.

أ‌- الهدف
لايوجد شخص منا (لا يريد شيئا)..! طالما نحن أحياء فلابد أن يكون لنا هدفا ما.. من لا هدف له سيشعر أن لا معنى لحياته ذاتها.. إذن فالخطوة الأولى هي تحديد هدف كبير.. ليكن هدفا مهنيا مثلا: هل تريد أن تكون مدير الشركة ؟ أن تمتلك شركة؟ ما هو هدفك ؟ فكر جيدا .. راقب حياتك و اعرف ما هي المهارات التي تتميز بها.. ما الذي تحبه و تكرهه.. ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة كي يفخر به أبناءك؟
لا يمكن لأحد في هذه الحياة أن يجيب عن هذا السؤال : ما هو هدفك ؟ لأنك أنت الوحيد الذي يمكنه الإجابة عليه. فكر على الورق.. و ليكن هدفك : محددا – كبيرا- واقعيا- قابلا للقياس- محددا بمدة زمنية.

ب‌- الطريق
تأمل حياتك الآن.. و أجب هذه الأسئلة:
أين أنت من هذا الهدف؟
هل تبقى بضع خطوات من أجل تحقيقه ؟
أم لا زال الطريق طويلا ؟

فكر قليلا.. ثم أجب على هذا السؤال الأهم:

ما الفرق بين (أنت) الآن, و (أنت) الذي تريد أن تكونه ؟

من أجل تحقيق المستقبل الذي تريده , لابد أن (تقوم بشيء ما) كي تحققه.. فالدنيا لن تتغير حولك من أجل أن يصلك هذا الهدف.. لن تمطر السماء عليك ذهبا أو تفوز باليانصيب كي تصبح مليونيرا.. هذه الأشياء لن تحدث لك فهل من الصواب انتظارها؟
ما الذي يجب أن تقوم به أنت, كي يجعلك مؤهلا لتحقيق هذا الهدف ؟
الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة.. و غالبا ستكون هناك العديد من الإجابات.. هذا جيد.. لأن الإجابة على هذا السؤال تعني , أنك قد وضعت خطة لتحقيق أحلامك.

فلنقل مثلا أن هدفك الكبير هو أن تكون مليونيرا.
كيف ؟
ما هي الخطوات التي يمكنك أن تقوم بها كي تكون مؤهلا للوصول لهذا الهدف؟
هناك العديد من الخطوات , و ليس خطوة واحدة.
ربما تكون البداية هي:
البحث عن عمل آخر- اكتساب خبرة عملية معينة- استكمال الدراسات العليا- فتح مشروع خاص- اكتساب معرفة أكبر عن الهدف و طريقة تحقيقه.....إلخ
و بعد ذلك تأتي خطوة أخرى.. و خطوة أخرى.. و خطوة أخرى.. و حدد لنفسك الفترة الزمنية التي تريد فيها تحقيق كل خطوة.. و لهذا طريقة سهلة للغاية.

كلنا عندنا موبايلات صح ؟
لماذا لا تضبط المفكرة reminder على وقت محدد لكل هدف ؟
في خلال هذه الفترة: سأتقدم للعمل في 9 شركات أفضل- سأتم دورة اللغة الإنجليزية- سأدخر المبلغ الفلاني...إلخ
ذكر نفسك :
هل قمت بما اتفقت عليه مع نفسك في الوقت المحدد ؟
لا تجعل أهدافك (عايمة) غير محددة المعالم أو التفاصيل.. لأن هكذا تضيع حياة الفاشلين..

ج- النتيجة:
بعد أن حددت لنفسك هدفا , و سعيت وطورت نفسك لتحقيقه.. ماذا كانت النتيجة ؟

- لو تحقق النجاح : فمن الطبيعي أن تجد لنفسك هدفا جديدا.. و تكرر هذه الدورة معه .. فالحياة لا تنتهي و الناجح يسعى دوما لنجاح أكبر.. فقط تذكر: لا تنس الاستمتاع بهذا النجاح و مكافأة نفسك.. لأن الحياة ليست جريا متواصلا بلا انقطاع, بل من حقك أن تستمتع بما حققته و تكافئ نفسك بالسعادة التي تستحقها.
- لو لم يتحقق النجاح: فإن هذه معلومة إضافية أضيفت لك في المرة القادمة .. لماذا فشلت ؟ أين الخطأ ؟ كيف يمكن تلافيه في المرة القادمة؟ هذه المعرفة هي التي تجعلنا أقوى .. كل فرق الكرة خسرت في بعض المباريات.. كل رجال الأعمال خسروا في بعض الصفقات.. المهم أن نتعلم بعد كل مرة , كي نكون أقوى في المرة القادمة. لو قررت أن تتوقف بعد أول فشل , فهو قرارك أنت..
و أنت حر في عدم تحقيق النجاح.. لأن النجاح – كما عرفنا- لا يأتي إلا لمن يستحق.

في انتظار تجاربكم و خواطركم..
ما الذي تعتقد أنه مهم في هذا الموضوع ؟

و تذكروا دائما : أننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة.. فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة ؟
د.شريف عرفة

 

 

تعليقات القراء