Loading

You are here

ملكوت الله

بقلم: د.شريف عرفة

اليوم سنتكلم عن موضوع لم نتكلم عنه هنا من قبل..
سأكلمكم عن أكبر موضوع شغل الإنسانية منذ وُجِد العقل البشري..
عن الله.
في هذه الحلقة سنتكلم عن الله جل جلاله لا كما اعتدنا من قبل.

الدين والعلم

لقد ظل الصراع محتدما بين الدين والعلم منذ عصور طويلة.. ربما منذ أمرت السلطات الدينية بسجن "جاليليو جاليلي", حين أعلن أن الأرض ليست مركز الكون.
وما زال الصراع مستمرا حتى يومنا هذا..

منذ أعلن "داروين" في كتابه (أصل الأنواع) عن نظرية التطور.. هل هذه النظرية ضد الدين حقا؟؟
بعض الناس يعتقدون أن العلم هو سبب غرور الإنسان وابتعاده عن الله.. إلا أن الحقيقة هي أن العلم أعطانا فكرة واضحة.. لحجمنا الحقيقي وعظمة الله تعالى...
هذه الحلقة ستقربنا إلى الله أكثر من أي وقت مضى..
لذلك أدعوكم أن تنتبهوا جيدا.. لأنني سآخذكم إلى رحلة غريبة..

ذلك الإنسان

أغرب الكائنات التي عاشت على سطح كوكب الأرض هو الإنسان. استطاع الإنسان أن يسود هذا الكوكب..
اخترع اللغة والكتابة والنار والقنبلة النووية والاستنساخ.. وأرسل سفنه الفضائية في الفضاء بحثا عن علوم جديدة..
غريب هو ذلك الإنسان.. في رحلته نحو المعرفة, ظل دوما يحاول أن يفهم.. أن يتعلم.. أن يعرف المزيد..
كان يشعر بالتفوق.. يشعر بأن الأرض هي مركز الكون.. إلا أننا كلما ازداد علمنا.. عرفنا الحقيقة.
وهي أننا أكثر ضآلة مما كنا نعتقد.

النظر إلى السماء

هذه هي صورة التليسكوب الذي اخترعه "جاليليو"..
أول تليسكوب في التاريخ.

اكتشف جاليليو أن الشمس و النجوم لا تدور حولنا كما كنا نظن..

لقد عرف الحقيقة:

الأرض ليست مركز الكون أيها السادة, فلنتخلَّ عن غرورنا قليلا.

منذ ذلك اليوم, راح الإنسان يطور هذا الاختراع , كي يصل إلى صورة أوضح ومدى أبعد..

اليوم, وبعد مرور عشرات السنين, صنع الإنسان أضخم وأكبر تليسكوب موجود على كوكب الأرض..

أصبحت الصور أكثر وضوحا.. أصبحنا نرى ما لم نكن نراه من قبل.. اكتشفنا العديد من النجوم الأخرى وأضاف لنا هذا الكثير.
إلا أن الإنسان لم يكتفِ بهذا القدر.

ماذا لو صنعنا تليسكوبا عملاقا, وأطلقناه في الفضاء؟
لو كان التليسكوب في الفضاء ستكون الصور أوضح.. فلا يوجد غلاف جوي أو سحب أو أي من هذه الأشياء التي تحجب الرؤية على الأرض.
ومن هنا..
جاء التليسكوب: "هابل".

أطلق هذا الاسم تكريما للعالم الكبير "هابل" Hubble الذي كلمتكم عنه من قبل, وعن مشروعه لرسم خريطة للكون..
هذا التليسكوب أرسل لنا صورا.. لم نكن نتخيل مجرد أنها موجودة في هذا الكون!!

قلت لكم من قبل أننا نعيش على كوكب الأرض, الذي يدور حول نجمة صغيرة اسمها الشمس..
وهذه الشمس موجودة في مجرتنا التي تسمى (مجرة درب التبانة أو الطريق اللبني) , هي ومائة بليون
(100.000.000.000) شمس أخرى..
منها النجوم القليلة التي نستطيع أن نراها في السماء ليلا.

وهذه هي صورة مجرتنا, وموقع شمسنا الصغيرة في هذه المجرة..
(انظر الصورة المقابلة)

قلت لكم هذا الكلام من قبل.. لكننا اليوم سنرى شيئا جديدا..

سنرى الصور التي استطاع تليسكوب "هابل" أن يصورها في الفضاء.

اقتربوا وتعالوا نخوض هذه التجربة..

سنرى معا الآن, أوضح وأعظم 7 صور أرسلها تليسكوب "هابل" حتى يومنا هذا.
سنرى معا أركان الكون..
سنرى عوالم أخرى بعيدة عنا.. سنرى ظواهر سنرتجف من عظمة مظهرها.. هل أنت مستعد لهذه الرحلة؟؟؟

((اضغط الصور للتكبير))

7- هذه الصورة لمجرة تسمى (NGC 628).
وهي بعيدة جدا عن مجرتنا (درب التبانة).
كل نقطة في هذه الصورة هي شمس أخرى.
قد تدور حولها كواكب أخرى.
إنه عالم آخر بعيد.. بعيد.
لاحظ أن هذه الصورة حقيقية تماما.

6- تعالوا نشاهد عوالم أخرى بعيدة عن عالمنا.
إنهما مجرتان (Arp 87) تدوران معا وتندمجان, كأنهما ترقصان في تناغم.. من المستحيل للعقل البشري أن يتخيل حجم هذه الظاهرة.
فكل نقطة صغيرة في هذا التكوين, هي شمس كاملة أكبر من شمسنا ذاتها.

5- في مكان بعيد.. في تجمع نجمي يسمى (Eagle Nebula M16) ..
نرى تجمعا لغاز الهيدروجين مع ذرات الغبار الكوني (Gas Pillars) في تكوين هائل الحجم..
في هذا المكان الغريب.. تولد النجوم!

(المربعات السوداء عيب في الصورة نتيجة لبعد المسافة)

4- عين السماء!
ظاهرة قريبة منا نسبيا.. فهي تبعد عنا 450 سنة ضوئية فقط ( أي انك لو سافرت بسرعة الضوء, ستصل في 450 سنة!). إنه التجمع الغازي Helix Nebula.

3- هنا نرى صورة لانفجار النجم (V838) في مشهد مهيب.

2- هذه الصورة المسالمة, قريبة منا جدا هذه المرة..
إنه جارنا الحميم (كوكب زحل).. ثاني أكبر كوكب في مجموعتنا الشمسية بحلقاته المميزة.. هذه الصورة هي الأكثر نقاءً ووضوحا , من أي صورة التقطت لجارنا الجميل لزحل..
تذكر: هذه الصورة حقيقية!!

1- هذه الصورة هي أعظم صورة التقطها هابل في الفضاء..
في أعمق أعماق الفضاء (Ultra Deep Field) هذه الصورة الرهيبة ليست صورة للنجوم..
أيها السادة.. هذه الصورة لمجموعة من المجـرات!!!!
كل نقطة من هذه النقاط الصغيرة..
هي مجرة كاملة, بها مئات آلاف الآلاف من الشموس..
مجرات كاملة تسبح جنبا إلى جنب في فضاء لا نهائي.

العقل الإنساني لا يستطيع تخيل حجم هذا المشهد الذي تراه أمامك الآن.. إنه فوق قدرتنا على التخيل.

بعد أن خضت هذه الرحلة في أعماق الكون..
نعود إلى الموضوع الذي كنا نتحدث فيه.. عن الله.

هذه الصور لم تكن متاحة للبشر منذ آلاف السنين..
لذلك قل لي:
- بماذا شعرت وأنت تشاهد هذه الصور؟؟
هل شعرت بحجم هذا الكون؟
هل شعرت بحجمنا الحقيقي؟
هل شعرت بالجمال؟ بالعظمة؟
إلى اللقاء في الحلقة القادمة....
وفي انتظار خواطركم عن هذه الرحلة.
د.شريف عرفة

تعليقات القراء