لا تشتر من هذا المحل فصاحبه مسيحي. هكذا قال لابنه ناصحا.
تضايق جدا من أن هناك كنيسة يتم بناءها في بلدته، و قال أن من الواجب -على الأقل- بناء مسجد أمامها مباشرة يعلي من صوت الأذان و الدعاء فهذا بلد مسلم.. و تبرأ من محبة جاره المسيحي الودود و استعاذ بالله من مودته لأنه سمع شيخا يقول أن هذا ضد العقيدة ذاتها.. و كان يتجنب إلقاء السلام عليه، كما رفض الترحم عليه حين مات كي لا يُحشر معه يوم القيامة.. و أسعدته مظاهرات قديمة قامت في محافظة ضد تعيين محافظ جديد، و قال موضحا: أصله مسيحي.
قال لابنه أن الغرب يحارب الإسلام و يحاول فرض "حقوق الإنسان" التي تتيح حرية ارتكاب الفواحش و حرية اختيار الدين.. عايزين أمك تقلع الحجاب يابني، و الناس تسيب الدين من غير ما يقام عليهم الحد، هكذا قال لابنه شارحا. و كان يؤكد له دوما أن داعش صناعة إسرائيلية أمريكية.
قال أن الإسلام عليه أن يحكم العالم و على غير المسلمين دفع الجزية.. فحكم العالم و تطبيق الشريعة كما طبقها السلف هو الهدف من الحياة ذاتها، و من يعارض هذا يعارض الإسلام ذاته. و أن سبب كل مشاكلنا هو بعدنا عن الدين. أما تقدم المجتمعات المتحضرة الغربية فسببه غضب الله عليهم لأنهم بعيدون عن الدين.
كان قلبه ممتلئا بالخير.. فيوم الجمعة دعى مخلصا: "اللهم اشف مرضى المسلمين" فهم وحدهم من يستحقون التعاطف لمرضاهم. و بكى يوما خلف الشيخ الذي ردد الدعاء على الروافض المجوس و المسيحيين عبدة الصليب و اليهود أحفاد القرود و بني علمان و بني ليبرال الملاعين أعداء الدين، مرددا في تضرع: "...اللهم يتم أطفالهم و رمل نساءهم".
ببساطة، كان شخصا تقليديا قابلت مثله -بالتأكيد- في مكان ما.
* * *
في يوم من الأيام، شاهد صاحبنا نشرة الأخبار، فهاله ما رأى..
نظر لك قائلا في دهشة و استنكار:
- شايف "ترامب" ابن الكلب بيقول إيه؟
د.شريف عرفة