Loading

You are here

تنظيم القاعدة البهائي

فلنفترض جدلا، أن جماعة من "البهائيين" قاموا بتفجير مجمّع التحرير..و ظهر منهم رجل في التلفاز, يرتدي زي رجل الدين البهائي, و راح يتوعد المسلمين الكفرة وهو يتلو آيات من الكتاب الأقدس, متوعدا بالمزيد من التفجيرات الإرهابية.

 هل تعتقد أن من حقهم-بعد مرور سنوات- أن يبنوا معبدا لهم في وسط البلد, قرب أنقاض مجمع التحرير؟

هل ستتظاهر كمواطن مصري لإعطائهم هذا الحق في حرية العبادة؟

هذه الأسئلة السخيفة , كانت تراودني و أنا أتابع الجدل الدائر حول بناء مركز قرطبة ,المعروف بمسجد جراوند زيرو, القريب من موقع هجمات 11 سبتمبر.

الكل كانوا يتكلمون عن هذا الموضوع.. كتاب و رسامو كاريكاتير و مقدمو برامج.. البعض كان يعارض بشدة (مثل حركة حفلة الشاي) و البعض يؤيد (مثل الرئيس أوباما) استنادا إلى الدستور الأمريكي الذي ينص على حرية العقيدة

 هذا الجدل الدائر هناك, يعكس طبيعة القيم الآمريكية مقارنة بقيمنا نحن.

و من أروع ما قرأت دفاعا عن المسجد, هذا المقال الرائع

 http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=290006

 و على فكرة.. كاتب المقال: يهودي.

لكن، المفروض أن كل اليهود ملاعين.. هكذا يردد الشيخ فلان الفلاني.. فهل هو على حق؟

هناك  جماعة اسمها (ناطوري كارتا) و هي جماعة يهودية مناهضة لإسرائيل و الصهيونية وتنادي بعدم شرعية إسرائيل و تدعو لإقامة دولة فلسطين.. تأمل صورتهم و هم يتظاهرون رافعين علم فلسطين رافضين للصهيونية..

هل سمعت عنهم من قبل؟؟

و هناك أيضا القاضي ريتشارد جولدستون في المحكمة الدولية, الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة, و طالب بتحقيق دولي (رفضه أبو مازن بالمناسبة!) على الرغم من كون جولدستون يهودي

هل تكره اليهود لمجرد أنهم يهود ؟

ماذا عن المسيحيين؟  البوذيين ؟ الهندوس ؟

كيف نريد للعالم أن يحترم ديننا و نحن لا نحترم حرية الآخرين في اختيار دينهم؟

 حتى إن لم يعتدوا عليك ؟

نحن نكره كل من هو مختلف عنا.. مصابون بالحساسية الشديدة لدرجة أن عطسة بسيطة ستصيبنا بالحمى و التشنج

- فقصة "آيات شيطانية" أهدرنا دم صاحبها و أعطيناه شهرة لا يستحقها مع أن القصة هزيلة و رديئة جدا جدا!

- و حين اعلنت سويسرا عدم السماح ببناء المزيد من المآذن (و ليس هدم المساجد أو منع بنائها..فقط منع المآذن!) ثارت ثائرتنا رغم أن المسيحيون عندنا يعانون مشاكل حتى في ترميم دور عبادتهم !

 - أي مسلم يعطس في وجه مسيحي (أو العكس) في مصر.. يصبح الموضوع مؤامرة دينية عالمية !!

 ===============

ما الذي يحدث في بلادنا؟

يقول الوغد (بنيامين نتنياهو) في كتابه (مكان بين الأمم) أن العرب و المسلمين لو لم يجدوا إسرائيل لحاربوا أنفسهم أساسا لأن مخهم صغير.. و ذكر أمثلة كثيرة جدا لصراعات عربية عربية.. 

فهل هذا صحيح؟

في أمريكا، لو كنت مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو حتى اخترعت دينا و اتبعك الناس, ستعيش في سلام وسط هذا المجتمع العالمي المتعدد.. لأنك حر مادمت تحترم حرية الآخرين.

فما هي المشكلة ؟

لماذا لا يستطيع المسلمون الاندماج مع العالم ؟

رأيت مسلمات في أمريكا يرتدين النقاب.. و يكفرن المجتمع.. و يمنعن أولادهن من المشاركة في هذا المجتمع الكافر و يعزلن أنفسهن تماما.. رغم حصولهن على الجنسية الأمريكية !!

فهل هذا شيء (محترم) ؟

هل نحن -بأفكارنا- مؤهلين كي نسود العالم أساسا كما ندّعي؟كيف سيكون العالم لو سادته هذه الأفكار ؟

هل قيمة إنسانية بسيطة( مثل حرية العقيدة و التعدد و الحرية الشخصية) موجودة في مجتمعنا أصلا ؟

عزيزي القارئ..

رغم إعلان تنظيم القاعدة (المنتسب للإسلام) مسئوليته عن هجمات سبتمبر.. لازال الأمريكيون يدافعون عن حقوق المسلمين هناك.

أما في بلادنا 

فلازال البعض يعتقدون, أن حق المواطنين المسيحيين في بناء كنائسهم، محل نقاش.

د.شريف عرفة

تعليقات القراء